في الماضي كله كان الصوت هو الذي يدفع الى النشوة السكرى وكانت الكلمات الغنائية المائية هي التي تجعل السمع مورقا، وحين يعانق الصوت العذب الكلمات المائية يصبح كل شيء ذا جناحين.
في زماننا هذا تغيرت الاحوال.. اختفى الصوت العذب وتبعته الكلمات وجاء الجسد قائلا: انا وحدي ...
«في يوم صحيت شاعر براحة وصفا..
الهم زال والحزن راح واختفى..
خذني العجب وسألت روحي سؤال..
أنا مت؟ والا وصلت للفلسفة؟
يدفعك الشاعر المبدع صلاح جاهين بشعره هذا الى طرح اسئلة عديدة: هل من لوازم الحياة انعدام الراحة والصفاء؟ وهل الحزن رفيق دربها ان لم يكن ظلها؟ وهل الوصول ...
الاسطورة هي ابداع الطفولة البشرية حين كانت الحياة تتنفس توا على الارض.. فهناك في رحابها الزرقاء ترى بأم عينيك الدهشة والخيال وهما يلعبان «الطفيرة» ويركضان على الماء من ضفة الى اخرى ويتراشقان بالسحاب.
هناك في حدائق الاسطورة المعلقة لكل شيء، روح هي التي تحركه.. فلا ظل ...
هل ترافقني في الفرار من هذا الواقع البائس؟ أعتقد بوضوح أنك ستسارع إلى ذلك، فأنت مثل الآخرين لست بعيدا عن حمم براكين هذا الواقع.. ولكنك ستسأل: ترى نفر إلى أين؟
هناك أيها الصديق من فروا قبلنا في وديان التاريخ لنتبصر دروبهم ثم نختار ما هو أقصرها ...
أين ثقافتنا من وعي التاريخ؟
ينعدم الفرق بين هذا السؤال وبين «اللغم» لأن الاجابة عنه كالسير على الطريق من الجحيم الى الجحيم.. نعرف هذا حين نعرف مفهوم «وعي التاريخ» بصورة واضحة.. فهو يعني «المنهج الذي يجعل من التاريخ المبدأ الأكبر لتفسير وتحليل الظواهر والاحداث الانسانية».. «عبر ...
التاريخ المرادف للزمن معروف منذ بدء الحياة على الارض.. أما التاريخ المرادف للفعل البشري وتأثيره في الصيرورة البشرية الجماعية وتطورها.. فلم يعرف إلا في العصر الحديث، وإن رأينا عند ابن خلدون شموعا قمرية على طريق اكتشافه.
ركز ابن خلدون على جوانب مهمة في التاريخ منها: ان ...
حين ننظر إلى الشيء مجردا من «وظيفته الوجودية» -تلك التي أهّلته طبيعته للقيام بها في الحياة-، حين ننظر بهذا التجريد، لا يصبح الشيء هو نفسه.. بل لا يصبح شيئا لأنه بلا معنى. ويمكن أن تتضح هذه الصورة ذات الجذر الفلسفي بضرب الأمثلة.
تصور أن الماء تخلّى ...
لا أقصد من تكرار الفرار هنا أسلوب التحذير باعتباره عجزا وجبنا عن مواجهة مكروه ما أو حتى طوفان ما.. بل أقصد به أسلوب الإغراء.. فأنا هنا أغري نفسي والآخرين الذين يحملون الجمر على أيديهم بالفرار من قراءة أو سماع نشرات الأخبار من الفجر إلى الفجر ...
كلمة «الرقباء» تصيب الشعراء بالحمى الدماغية وتدفع العاشقين إلى التلفت في جميع الاتجاهات رعبا من رؤيتهم.. لأنهم الجدار الحجري الأسود الذي يحول بين الشعراء والعاشقين وبين رؤيتهم ربيعهم الدائم الذي زرع فيه كل عاشق وشاعر قلبه.. فراح كل منهم يسأل: أين قلبي؟ قلبي أين؟ (وابتدا ...
كان -أعني أحد الروائيين البائسين- جالسا على شاطئ البحر وكان البحر عاضا على شفتيه من شدة الغضب، فجأة رأى صاحبنا الروائي الباسق سفينة يمزقها الموج.. ونقل عينيه بين الغرقى وهم يصارعون البحر العاصف ويستغيث بعضهم ببعض.. فما كان منه إلا أن صفق فرحا لأنه ...